بحضور الأمين العام للجماعة: الاجتماع الثاني للهیأت التنفيذية المركزية في طهران 

طهران - موقع إصلاح للمعلومات

بحسب موقع إصلاح ويب، عُقد الاجتماع الثاني للهیأت التنفيذية المركزية لجماعة الدعوة والإصلاح في طهران بحضور مسؤولي المحافظات، يوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول، في المكتب المركزي للجماعة.

وفي مستهل هذا الاجتماع، شرح الأستاذ عبد الرحمن بيراني، الأمين العام للجماعة الخصائص الوجودية للإنسان، مستلهمًا من الآيات من 19 إلى 21 من سورة المعارج المباركة،.

"إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴿۱۹﴾ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴿۲۰﴾ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعًا" 

وفي معرض حديثه عن تفسير كلمة "الهلوع"، ذكر سماحته أن بعض المفسرين عدّها نوعًا من الذم للإنسان، وهو أمرٌ مذمومٌ إذا اقترن بالتهور في مواجهة التحديات الفردية أو العائلية أو الاجتماعية؛ لأن وجود هذه الصفة وهذا الاهتمام، في جوهر الإنسان، يدل على قدرته على تحمل مسؤولية نفسه والآخرين والمجتمع عند مواجهة المشاكل. فالاهتمام والشعور بالمسؤولية اللذين يؤديان إلى الحكمة أمران ثمينان ونافعان، وإذا أديا إلى التهور أو الخطأ والتقاعس، فهما مذمومان ومستهجنان. وتابع الأستاذ بيراني قائلاً: "الإنسان كائن يحتاج إلى التعليم والتدريب والخبرة والتمكين لتنمية مواهبه، ليتمكن من توجيه جشعه وقلقه الشديدين في مسار حياة هادٍ، كما طلب النبي إبراهيم - عليه السلام - من الله الأمن والبركة لأرض مكة وأهلها، وهو دليل على الرحمة والمسؤولية، والفهم السليم، والتخطيط الحكيم لمتطلبات وظروف زمانه ومكانه. كما يعتقد العرب اليوم، أنهم ينعمون بالرخاء والخير الوفير بفضل دعاء إبراهيم النبي. وفي الواقع، إن الإنسان الذي يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه وعائلته وأقاربه، ويسعى لضمان أمنهم الفكري والنفسي والأخلاقي والمعيشي والاجتماعي، هو دليل على التربية السليمة وتقوية إرادة تحمل المسؤولية، وإرادة تنظيم حركة الحياة على الطريق الصحيح، واتخاذ التدابير الحكيمة عند الضرورة؛ لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وباني الحضارة". إذا ازدهرت هذه الموهبة، فإنها ستوجه مسار الحياة نحو النصائح الإلهية وفلسفة الوجود البشري على هذا الكوكب.

وتابع الأمين العام للجماعة حديثه مقتبسًا من عباس محمود العقاد: "يتجاوز الإنسان نفسه بعقله وعقله بروحه، ويصل في النهاية إلى مقام لا یبلغه الملَك".

وأكد أن للعقل أيضًا الحق في اكتشاف أسرار الکون بكل ما أوتي من قوة، ولكنه لا يستطيع الوصول إلى جميع حقائق العالم دون الاستفادة من الإيمان والوحي.

وفي جزء آخر من خطابه، أشار الأستاذ بيراني إلى رسالة الإنسان الإلهية كخليفة لله، وقال: "تتطلب هذه الرسالة العظيمة والجادة فهمًا واعتبارًا لثلاثة عناصر أساسية: 

1. الزمان؛ 2. المكان؛ 3. الإنسان نفسه".

فإذا انفصلت هذه العناصر الثلاثة عن بعضها البعض، لا يستطيع الإنسان أداء واجبه على أكمل وجه؛ لأنه وفقًا للتعالیم الإسلامية الحنيفة، لا يمكن للإنسان أن يكون ابنًا لعصره ويلبي احتياجاته إلا من خلال الفهم الصحيح لمتطلبات الزمان والمكان.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الرسالة الإلهية تُكرم الإنسان وتضع على عاتقه واجبًا في الوقت نفسه؛ ومن ثم فإن هاتين الصفتین ترتبطان ارتباطاً وثيقاً بمفاهيم مثل التغيير والتحول، والإحياء والإصلاح، والتجديد والابتكار، والنمو والتطور.

 في الختام أشار إلى أن أساس تشكيل الحركات والتيارات الإسلامية هو الفهم الصحيح لظروف الزمان والمكان حتى تتمكن من تلقي رسائل جديدة من القرآن والسنة ونظام الکون بنجاح وتطبيقها لحل مشاكل العصر؛ لأن الإسلام هو دين كل العصور، والعلماء المعاصرون يسعون إلى الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية الیومیة بالاعتماد على فقه المقاصد وخلق الانسجام والترابط بين مقاصد الشريعة ومصالح الناس؛ لذلك يجب على المرء أن يفهم متطلبات الزمان والمكان من جهة والاستفادة من إمكانات فقه المقاصد من جهة أخرى لفهم رسالة الوحي بشكل أفضل. واختتم الأمین العام كلمته قائلاً: "إننا نأمل أنه بالتوكل على الله تعالی وتنظيم سير الحياة وفق معايير العدل الإلهي، والاهتمام بغنى التراث الثقافي لوطننا الحبيب إيران، فإن جهود وأنشطة الجماعة ستمهد الطريق للخير والبركة والوئام والأمن للبلاد ومواطنيها الأعزاء".

تصريحات مسؤول الهيأت التنفيذية المركزية

وبعد تصريحات الأمين العام للجماعة رحّب الدكتور يعقوب خورسند، مسؤول الهیأت التنفيذية المركزية بالمسؤولين في المحافظات وشكرهم على جهودهم، وقدم تقريرًا عن أداء الهيأت التنفيذية المركزية خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك: الاجتماعات المشتركة مع المجلس المركزي للجماعة وتشكيل هيئة مساندة وعقد دورات متخصصة وتطوير مؤسسة آفاق.

وتابع: " نحن کجماعة، حركة حضارية قبل أن نكون منظمة، ومع تاريخ هذه الحضارة، يمكننا أن نبني مستقبلًا أفضل، حيث يمكننا تمكين الشباب، وإعطاء المرأة دورًا فعالًا، والاستفادة بشكل أكبر من إمكانات أعضائنا".

وتابع خورسند حديثه مشيرًا إلى أهم نقاط القوة والضعف للجماعة في القطاع التنفيذي، مضيفًا: "دوركم، أيها المسؤولون في المحافظات، محوري للغاية، وهو بمثابة قلب هذا الكيان العظيم. يمكنكم إرساء التماسك والديناميكية في الجماعة بمبادرتكم وإبداعكم، في إطار سياسات الجماعة وأهدافها واستراتيجياتها المحددة، وبالتشاور والتوافق والتعاون مع الإخوة والأخوات الآخرين في المحافظة والمركز".

واختتم حديثه قائلاً: "الشفافية والأمانة أساس الثقة، والتشاور وقبول النقد هما السبيل لتنمية الوحدة والأخوة، وهما الشرطان الرئيسيان لنجاح حركتنا في مواجهة المشاكل الخارجية".

تقارير عن أداء الأقسام المختلفة للجماعة

وفي جزء آخر من البرنامج تطرق بشير أميني، مسؤول الشؤون المالية والإدارية للجماعة، إلى عملية صياغة أهداف الجماعة واستراتيجياتها، بدءًا من مرحلة التصميم وحتى الموافقة النهائية من المجلس المركزي ثم شرَح أهمَّ جوانب هذه الأهداف والاستراتيجيات للحضور.

ثم تناول القضايا ذات الأولوية في القسم الإداري للجماعة، مشددًا على أهمية أنشطة الدائرة وتطبيقها على مختلف المستويات، وشرح كيفية مشاركة المحافظات والمدن في تنفيذها.

ثم شرح راشد فخر الديني، مسؤول وحدة العمليات في مقر حامي (مسؤول الشؤون الثقافية والاجتماعية للجماعة)، فلسفة تشكيل المقر أوضح أهم أهداف وبرامج هذه المؤسسة.

وكان الجزء الأخير من هذا الجزء هو شرح البرامج الإعلامية لمقر حامي من قبل محمد جهانغيري، مسؤول العلاقات العامة للجماعة.

بدأ البرنامج بعد الظهر بتحليل للوضع السياسي في البلاد من قبل صلاح قاسمياني، مسؤول المقر الانتخابي للجماعة، ثم قدم كل من المسؤولين الإقليميين وجهات نظرهم، وأهمها:

ضرورة إیلاء المزيد من الاهتمام للظروف الحالية للمجتمع من قِبل الجماعة؛

الاهتمام بدور المرأة والشباب في الجماعة؛

ضرورة الاهتمام بتوطين الأدب الدعوي وفقًا لثقافة البلاد؛

عدم التدخل في عمل الإدارات الفرعية؛

الاهتمام بالمناسبات المحلية؛ والاهتمام بحل مشاكل وقضايا المجتمع؛ والاهتمام بالتدريب المتخصص لمسؤولي الجماعة. وفي ختام البرنامج، شرح داود نارویي مسؤول القسم التعلیمي والتربوي وخالد محمدي مسؤول الأعمال الخيرية والسيدة حميراء حميدي مسؤولة شؤون المرأة، أهم اهتماماتهم العملية وأجابوا على بعض أسئلة المسؤولين في المحافظات.